بلطجي العالم: حروب افتعلتها أمريكا فقط لتجارة السلاح، لكن لماذا؟

Comments 0

للإطلاع على المقال على قناتنا هلى اليوتيوب:

تأسست الولايات المتحدة الأمريكيه بعد انتصارها فى حرب الاستقلال عام ١٧٨٣ التى خاضتها ضد بريطانيا العظمى ولم تكن فى ذلك الوقت غير دولة صغيره مكونه من ١٣ ولاية.

عن طريق ابادة السكان الأصليين من الهنود الحمر تارة أو الحرب مع أسبانيا والمكسيك تارة أخرى ، او الشراء من الدول الكبرى مثل فرنسا وروسيا القيصيريه تحولت الولايات المتحدة فى وقت قصير الى دولة قارة مكونه من ٥٠ ولايه بينهم اتحاد فيدرالى وأصبحت من أقوى دول العالم، ولكن لم تكن لتقوم تلك الدوله لولا القطار ولولا الثورة الصناعية.

 ديمقراطية جماعات الضغط او اللوبيهات

 عرفت ديمقراطية الولايات المتحدة مع الوقت بأنها ديمقراطية جماعات الضغط، ومفهوم جماعة الضغط او اللوبى أنه مجموعه من البشر الذين لهم مصالح مشتركه ويسعى كل منهم فى مؤسسته وفى مجاله للضغط على صناع القرار لتحقيق تلك المصالح المشتركة ، وبما ان الولايات المتحدة مكونه أساسا من العديد من الاجناس والأعراق التى هاجرت اليها تباعا منذ تكوينها فان لكل فئة جماعة ضغط تعبر عن مصالحها فهناك اليهود واللوبى الصهيونى وهناك الطليان والأيرلنديين والوطنيين والخضر وصناع الأسلحه وجماعات الضغط الخاصه بالسود وشركات التعدين ، وشركات النفط وغيرهم ، التصادم والصراع بين تلك الجماعات هو مايصنع فى النهاية المشهد السياسى الأمريكى كل جماعة حسب وزنها وثقلها، وهناك قوانين أمريكية تنظم وتراقب عمل جماعات الضغط لتقليل أثر تدخلاتهم غير القانونية فى صناعة القرار السياسى الأمريكى محليا ودوليا.

تحالف السياسيين مع لوبى صناع الأسلحة تحالف قديم قدم الثورة الأمريكية ، فقد قرر جورج واشنطن أن ينشئ مراكز كبرى لتصنيع السلاح للأمريكيين تم خصخصتها فيما بعد بدلا من الاعتماد على أسلحة القوى الكبرى فى ذلك الوقت، ومع حرب 1812 بين السكان الأصليين والمكسيك إزدهرت صناعة الأسلحة بالولايات المتحدة ، ثم الحرب الأهلية الأمريكية والتى إستفاد منها صناع السلاح بشكل كبير ، تلى تلك الحرب فترة ركود لصناع الأسلحة بالولايات لكن دورهم زاد بشكل ملحوظ مع تزايد الدور العدائى للولايات المتحدة خارجيا أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين فى الحرب الأمريكية الأسبانية رافعة شعارها أمريكا للأمريكيين قاصدة أمريكا الشمالية والجنوبية وابعاد التدخل الغربى فيها.

تبين فيما بعد أن ذلك لم يكن لاستقلال دول القارتين عن الغرب ولكن ليحل نفوذ الولايات المتحدة فيها محل نفوذ الغرب أى تصبح حظيرتها الخلفية كما تدعى دوما.

دخلت الولايات المتحدة العديد من الحروب منذ نشأتها وأحيانا كانت شرعية تلك الحروب هى شرعية القوة فقط، يرفض العالم ويدين ولكنه يخضع لبلطجى العالم مما أدى لإستنتاج البعض أن تحريك القوات الأمريكية للبلدان الأخرى أحيانا يكون بضغط من لوبى صناع الأسلحة فى أمريكا حيث تصبح الحروب مجالا خصبا لتجربة السلاح ولتجارة الأسلحة ، فبعد الحربين العالميتين الأولى والثانية كانت حرب كوريا فى الخمسينات لحرب فيتنام التى إستمرت حتى منتصف السبعينات، لحصار كوبا فى الستينات، لدعم إسرائيل فى الصراع العربى الإسرائيلى ، لحروب الهند والباكستان، لحرب لبنان عام 1982، لحرب أفغانستان الأولى فى الثمانينيات ضد الاتحاد السوفييتى، لحرب إيران والعراق ، لحرب الخليج الأولى مطلع التسعينيات ، لغزو أفغانستان عام 2001 وغزو العراق (حرب الخليج الثانية)  2003 ،لحروب الشرق الأوسط بعد ثورات الربيع العربى فى سوريا واليمن والعراق ، لخلق الصراعات الدولية فى كل مكان ثم تصدير الأسلحة لجميع المتحاربين ، الى أكبر جيش فى العالم والتى تنتشر قواعدة العسكرية فى كل أنحاء الأرض لحماية مصالح أمريكا وعملة أمريكا وجماعات الضغط فى أمريكا ، بينما تحتل كوريا الجنوبية المركز الأول فى إستيراد الأسلحة الأمريكية بنبسة 9 % ، ومبيعات امريكا للإمارات والسعوديه ودول الشرق الأوسط مابين عام 2010 و 2014 32 % من مبيعات الولايات المتحدة الأمريكية للسلاح.

لوبى صناع الأسلحة والإنتخابات الأمريكية

لوبى صناع الأسلحة هو أكبر اللوبيهات الأمريكية تأثيرا فى صناعة القرار، يتخطى حتى فى تأثيره اللوبى الصهيونى إيباك ، به 4 مليون أمريكي، فمن تمويل حملات المرشحين فى الانتخابات الأمريكية سواء للكونجرس أو لمجلس الشيوخ أو لرئاسة الولايات المتحدة يفرض على المرشحين الذين يدينون بنجاحهم لأموال اللوبى منع أى قيود أو قوانين وتشريعات على تجارة السلاح وصناعته بل ويفرض عليهم أحيانا تحريك الجيش الأمريكي للبلدان الأخرى.

قدرت بعد المراكز البحثيه أن مقعد الكونجرس يحتاج لحملات دعائية تصل ل 800 ألف دولار ومقعد مجلس الشيوخ يحتاج لحملات دعائية تصل ل 5 مليون دولار، وأن هناك علاقة طردية بالولايات المتحدة بين الأموال المدفوعه فى الانتخابات وبين نسب فوز المرشحين وهنا يظهر ثقل لوبى صناع الأسلحة فى اى انتخابات أمريكية وعلى سبيل المثال منح اللوبى عام 2016 500 ألف دولار فى إنتخابات ولاية لوس أنجلوس لإسقاط المرشحين الداعين لقوانين أكثر صرامة على تجارة الأسلحة وصناعتها ، يقاوم اللوبى الحملات الشعبيه والوطنيه فى أمريكا والتى تطالب بالحد من انتشار الأسلحة نتيجة انتشار معدل الجريمة فى الولايات المتحدة ويقف كحائط صد أمام أى تعديل للمادة الثانية من الدستور الأمريكى والتى تكفل حق إمتلاك السلاح لكل مواطن أمريكى للدفاع عن النفس.

حسب تقرير معهد ستوك هولم الدولى عام 2019 أن مبيعات شركات الأسلحة الأمريكية الكبرى كشركة Lockheed Martin  وصلت ل 36 مليار دولار ، بينما شركة Boeing  وصلت ل 32 مليار دولار ، في حين أن شركة General Dynamic  وصلت مبيعاتها ل 24 مليون دولار، أما شركة Raytheon  ف 22.5 مليار دولار .

يمكنك الآن أن تستنج لماذا تستفيد أمريكا من الصراعات ، لماذا تعمل على بقائها مستمرة لأطول مدة ممكنة، من المستفيد من قتل آلاف البشر فقط ليحصد المليارات ويجعل البشر فئران تجارب لكل سلاح جديد إنه بلطجى العالم والذى أصبح قدوة لباقى العالم فتحاول روسيا والصين والدول الغربية اللحاق به فى سباق يبدو أنه سيظل المتصدر فيه إلى حين.