نصارع لنبقى | مرض الصرع

Comments 0

يمكنك أن تنظر إلى شيء تتباعد عنه ولا نعلم عنه، فإذا مررت ورأيت أحدهم يصاب بنوبات تشنج وتنزل أشياء من فمه على الفور ستظن بأنه يحتضر، وسافر في طريقك مبتعدًا عنه فهل تعلم ما الذي حدث له؟ بالطبع لا؛ فكلنا نجهل هذا بطبيعة الحال.

هذا هو الصرع؛ وهو عبارة عن اضطراب مزمن غير سار يصيب الدماغ ويتأثر به الأشخاص من جميع الأعمار.

يظهر مرض الصرع بشكلٍ عام في مرحلة الطفولة أو لدى البالغين فوق سن ٦٥ سنة، ومع هذا قد يظهر مرض الصرع في أي مرحلة عمرية.

يحدث مرض الصرع بسبب عدم انتظام نشاط خلايا الدماغ؛ ولذا فإن نوبات الصرع قد تسبب ضررًا لأي عمل يقوم به الجسم، فقد يتسبب بفقدان تام للوعي، تحديقًا في الفضاء، أو حركات ارتجافية غير إرادية في اليدين والرجلين.

ينقسم مرض الصرع إلى صرع كبير (نوبة جزئية معقدة): وهي عبارة عن نوبات تكون لها روائح غريبة، أو يريد أضواء، وتبدأ التشنجات بصرخة معروفة عند مرضى الصرع، فتنطلق تلك الصرخة بطريقة مخيفة ومكتومة، ويبدأ الجسم بالاهتزاز بطريقة تشنجية عنيفة، ومن الممكن أن يدخل المريض في حالة هياج عصبي لكن بعد فترة يعود لطبيعته.

وهناك صرع صغير (نوبة جزئية بسيطة): وتلك من الممكن أن تأخذ عدة ثواني، فلا يرف للمصاب جفن وفجأة يصمت ووجهه يشحب وتسقط رأسه على صدره ويحدث انقطاع لتيار الوعي مثل غيبوبة قصيرة، وبعدها المريض يسترد وعيه.

عندما يصاب المريض بنوبة الصرع فلا يمكنك فتح يديه أو فمه باقتناع منك أن هناك شبح يسكن بداخله، فمن الممكن بهذا أن تزيد من طول النوبة، من الممكن بعد أن يصاب مريض الصرع بالنوبة ويدخل في نوم عميق.

قنوات الصرع عند المرأة الحامل تشكل خطرًا على الجنين وعلى الأم، مع العلم أن هناك عدد من العقاقير المعتمدة لنوبات الصرع تزيد من خطر إصابة الجنين بتشوهات خلقية.

فإذا أصيب المريض بنوبة أمام عينيك تأكد من نبضه ومن تنفسه بشكلٍ جيد، أن تطلب مساعدة طبية لكن لا تحاول إيقاظه.

مريض الصرع شدة ما تقتله هي تلك النظرات التي تصيبه كسهام مارقة تخترق قلبه، فهناك من يظن أن به خلل ما، وهناك من يبتعد عنه ظنًّا منه أن هذا المرض مُعدي، والآخر يظن أن هناك جن بداخله، فينصحه بأن يذهب إلى ذلك الدجال لوصف بعض الأشياء الوهمية التي سوف تشفيه، ولا يعلم بأن نحو ٥٠ مليون شخص حول العالم يعانون من الصرع، ما يجعله المرض العصبي الأوسع انتشارًا على الصعيد العالمي.

فمن مسببات مرض الصرع:

  • تكوين المخ الغير مكتمل.
  • الوراثة.
  • تشوهات.
  • الإصابة بالجلطات القلبية وجلطات المخ.
  • التهاب مرض السحايا.
  • أو نتيجة لضربة عنيفة في منطقة المخ.

فهناك بعض الأشخاص يقومون بعملية هز الأطفال حديثي الولادة وتحريكه حركات عنيفة لفترات طويلة لمنعه من البكاء، وهناك إحصائيات مختلفة أثبتت أن عملية هز الاطفال حديثي الولادة من الممكن أن تسبب مرض الصرع.

ومن الممكن لمرض الصرع أن يودي بحياة المريض، فإذا أصيب المريض بنوبات صرعية حادة متواصلة وطويلة المدى، لحدوث أضرار دماغية.

لعلاج مرض الصرع؛ يجب على المريض الانتظام في تناول العلاج الدوائي بشكل مستمر؛ فعلاج الصرع بالدواء الصحيح والجرعة المناسبة من الممكن أن يكون مهمة معقدة، ويختلف العلاج وفقًا بشدة النوبة وتكرارها، من الممكن أن يستمر العلاج لعدة سنوات وفي حالات أخرى يستمر لمدى الحياة، أغلب مرضى الصرع لا يحتاجون إلى عمليات جراحية، ولكن البعض الآخر من الممكن أن يحتاج لإجراء عملية جراحية، فنسبة 30% من مرضى الصرع لا يمكن التحكم في نوباتهم بالأدوية العلاجية؛ فمريض الصرع يحتاج كل العناية المتاحة والرفق التام لما يواجهه كل يوم من ضغوطات واضطرابات.