“يا يا تريكة” | الغائب الحاضر في مدرجات الجمهور.

Comments 0

منذ خمسة أعوام بدأت الحرب ضد أبرز نجوم كرة القدم المصرية على مر تاريخها، وربما لاعبها الأكثر شعبية في مصر.

تجدد الهجوم الإعلامي مرةً أخرى بعد سؤالٍ عفوي من محمد صلاح عن محمد أبو تريكة في نهاية حواره مع أحد مراسلي قناة بي إن سبورت.

“هو أبو تريكة فين؟!”

هكذا ختم محمد صلاح الحوار، وهكذا بدأ الهجوم مرةً أخرى.

تحدث صلاح في حواره عن مدى سعادته بتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، وكونه ثالث عربي يحقق اللقب، وسعيه لأن يكون أول عربي يحقق لقب دوري الأبطال مرتين، كان كل ذلك عاديًّا حتى سأل “هو أبو تريكة فين ؟!”

أصر محمد صلاح على الذهاب إلى الاستوديو الخاص بقناة بي إن سبورت، لالتقاط صورة مع أبي تريكة يرفع فيها الكأس بجواره، هذه الواقعة التي لم تمر مرور الكرام، ولحقها هجومٌ على محمد صلاح نفسه بمبرر أنه يشوه نفسه بفعلته هذه، إشارةً منهم إلى أنه من العار الحديث عن تريكة، وكأنها أفظع الجرائم أن تمدحه وتعطه حقه. لذا فقد قررت أن أعطى هذه التصريحات والحرب ردًّا أعتقد أنه سيعطيني الراحة الكافية نوعًا ما وسيجعلنا نتذكر من هو تريكة لمن لا يتذكر، ونعطي الأجيال الصغيرة فكرةً بسيطة عن تريكة.

كيف نسيت تاريخه؟

هل نسيت أننا بين العامين (2004 و 2012)  كنا لا نسمع سوى عن تريكة بوصفه أحد أفضل نجوم الكرة المصرية على مر التاريخ، والانتصارات المحلية والعالمية والقارية التي كان السبب في تحقيقها؟!

كيف نسيت أخلاقه؟

منذ أن كنت في الخامسة عشر اعتدت على حب محمد أبو تريكة، وتواجدت مزحة شهيرة بيننا عندما كنا نلعب كرة القدم ثم يأتي أحدنا أمام المرمى في تصويبة مضمونة، لكنه يفضل إعطاءها لزميله كي يسجلها لأن زميله في وضعية مناسبة ويريد له أن يسجل هدفًا كنوع من الإيثار، كنا نرى البعض يتحدث إلى صاحبنا الأول “إيه يا عم أبو تريكة مسجلتش إنت ليه” هكذا كنا نقول، وهكذا كان هو في الملعب مع أصدقائه.

رأينا حسام عاشور نجم الأهلي المصري يتحدث دائمًا عن تريكة الذي يلتزم بالتدريبات والصلوات بشكل متقن ويلتزم حتى بمواعيد النوم المقررة مع النادي، ليضرب بذلك علامة من علامات الانضباط.

بالإضافة إلى ذلك علِمنا فيما بعد أن محمد أبو تريكة يقدم نظام شهريات على هيئة ظرف لكل فرد من مجموعة من محدودي الدخل وذلك بشكلٍ شهري، هكذا كان يتعامل تريكة مع الأموال فلم يكن من المسرفين فيما لا ينفع، وكان من المبادرين بالخير في كرة القدم المصرية.

وعندما ظهرت حالات وفاة لدى جماهير الكرة تحدث أحد اللاعبين إلى أحد الأهالي للعزاء فى ابنه، وأنهى اللاعب كلامه بالتأكيد على أن تريكة يشاطرهم العزاء وكان الرد “ده تريكة قاعد معانا بيعزينا دلوقتي”

صلاح بيقولك..

تحدث محمد صلاح أكثر من مرة عنه في مواقف عدة:

– المرة الأولى، عندما استضافه حازم إمام وتحدث عن تريكة واختلافه عن الباقين، ومدى تشجيع تريكة له داخل وخارج الملعب، وعن توقعات تريكة منذ أن كان صلاح لاعبًا فى بازل السويسري؛ أن صلاح سيكون أحد رموز الكرة المصرية.

– المرة الثانية، عندما سُئل بعد تحقيقه للقب أفضل لاعب فى إفريقيا عن كونه سفيرًا لكرة القدم الإفريقية، تحدث قائلاً: “أعتقد أن سفير كرة القدم يجلس خلفك مباشرة!” في إشارة للنجم محمد أبو تريكة.

المرة الثالثة عندما سأل الإعلامي عمرو أديب محمد صلاح في لقاء تم في ليڤربول الشتاء الماضي عن الأشخاص الذين يتحدث إليهم صلاح بعد كل إنجاز والإجابة كانت دائمًا:

“زوجتي كي أشاطرها الإنجاز، وأخبرها أني قادم، ثم والدتي حتى تدعو لى وأجعلها سعيدة وفخورة بي، ثم محمد أبو تريكة كي أخبره بإنجازي لأنه يفرح بالإنجاز أكثر منّي.”

بالتالي كان من الطبيعي أن يبحث محمد صلاح عن تريكة بعد تحقيقه لأهم إنجاز قد يصل إليه لاعب عربي أو إفريقي، وهو دوري أبطال أوروبا إضافةً إلى ذلك دعونا نشاهد هذا الڤيديو في حديث تريكة عن محمد صلاح.

محمد بركات بيقولك..

في الفترة ما بين عامي 2004 و 2012 كنا نرى ثنائية تاريخية بين محمد بركات، ومحمد أبو تريكة لكن ظهر فى بعض الأوقات تساؤل حول من الأفضل بينهما رغم اختلاف المراكز، والأهمية بالنسبة للنادي الأهلي، فمحمد بركات يعتبر جناح ومحمد أبو تريكة يعتبر صانع ألعاب، لكنها الصحافة التى لا ترحم أبدًا… وفي إحدى المرات تم سؤال بركات عن الأفضل هل هو أم تريكة، كان رده بالعامية كالآتي:

“محمد أبو تريكة مفيش لاعب زيه في مصر يا كابتن، داخل وخارج الملعب اللي تريكة كان بيعمله محدش فينا قدر يوصله نهائيًّا!”

يا يا تريكة:

بعدما صار الهتاف لشهداء الوايت نايتس في الدقيقة العشرين، ولشهداء الأهلي في الدقيقة 74 في أي مباراة يحضرها جمهور، تفاجئنا بتقليد جديد في المدرجات وهو هتاف المشجعين المصريين لمحمد أبو تريكة في الدقيقة ال22 في المباراة الافتتاحية لكأس أمم إفريقيا باستاد القاهرة عام 2019، ليصبح أبو تريكة هو الغائب الحاضر في مدرجات هذه البطولة وسط الجماهير.