مصر تحتضن القارة السمراء من جديد

Comments 0

لا يخفى على أي أحدٍ الآن أن مصر قد فازت بشرف تنظيم كأس الأمم الإفريقية، والذي يعد العرس الكروي الإفريقي الأول للمرة الثانية بعد احتضان مصر لها عام 2006، فهل سنراها بنفس الشكل!؟


إذا بدأنا حديثنا عن الأحداث التي مرت قبل استضافة الكأس في كلتا المرتين سوف تجد اختلافًا شديدًا في الأحداث، وهذا ما سنسرد لك الآن…


أهمية التنظيم..


إذا عدنا بالزمن للوراء قرابة الـ 13 عامًا سنجد المجتمع الكروي المصري مكبلًا بالحزن واليأس لعدم قدرة المنتخب على الصعود لنهائيات كأس العالم بألمانيا عام 2006، ولكن لم يُرِد اللهُ لنا الحزنَ واستطعنا أن نحظى بشرف تنظيم الـ CAN للمرة الرابعة بعد أعوام 59 و74و86 من القرن الماضي، لكن تلك كانت المرةَ الأولى للبطولة بمسماها الجديد بعد أن كانت تُسمى كأسَ الوحدة الإفريقية.

كأسُ الوحدة الإفريقية..


أما الآن فحلم تنظيم البطولة لم يكن على بال أيٍّ منّا حيث كانت متجهةً إلى الكاميرون منذ عام 2014، ولكن الكاف عاد وسحبها منها لعدم جاهزيتها على استضافتها، وهنا دخلت مصر في صراع إفريقيا مع بلاد البافانا بافانا جنوب إفريقيا، استطاع فيه الملف المصري الفوز بشرف احتضانها.


قيمة اللاعبين الأفارقة..


من الجلي لأي منّا أن القارة السمراء منبعُ المواهب لأوروبا، وأن قيمة اللاعبين والمنتخبات الإفريقية تتزايد بشكلٍ كبير فلو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر منتخب السنغال، سنجد أن قائدَه هو ساديو ماني -لاعب الريدز ليڤربول، كما سنجد خاليدو كوليبالي -مدافع نابولي المصنف حاليًا كأحد أفضل مدافعي العالم- ليس هذا فقط، فالمنتخب غنيٌّ بالمواهب أمثال كيتا بالدي -لاعب الإنتر- إدريسا غاي -محور إيفرتون- وساليف ساني -مدافع شالكه الألماني، كل هؤلاء النجوم في فريقٍ واحد يعزز من قيمة وقوة المنتخبات المشارِكة في البطولة، لكن إذا عدنا للخلف قليلًا للنظر إلى شكل وحجم الفرق الإفريقية في البطولة الماضية سنجد لاعبين أساطير أمثال أبو تريكة ودروجبا وإيتو، ولكن كل واحدٍ منهم يلعب في منتخب على حدة، لا يوجد معه كل الكم الهائل من النجوم في فريقِه، وهذا دليلٌ على التطور الكبير في الكرة الإفريقية على صعيد صناعة النجوم.


المنتخبات المشاركة..


وهنا يأتي بنا الحال لنعقد مقارنةً بين الفرق المشاركة في بطولة 2006 وفي البطولة القادمة، إذا نظرنا لبطولة 2006 ستجد أنها كانت بطولةً عاديةً لا شيءَ جديد ولا مفاجآت، اللهم إلا أن عدد الفرق العربية المشاركة وصل لـ 4 فرق، حيث جاء الـ 16 فريقًا كالآتي:

(مصر -المستضيف، تونس -حاملة اللقب، المغرب، ليبيا، الكاميرون، غانا، ساحل العاج، نيچيريا، أنغولا، الكونغو الديمقراطية، زامبيا، زيمبابوي، غينيا، توجو، جنوب إفريقيا، السنغال)


أما بطولة 2019 والتي تقام لأول مرةٍ بـ 24 فريقًا فقد شهدت الكثير والكثير من المفاجآت، حيث تأهلت موريتانيا ومدغشقر لأول مرةٍ في تاريخهما على الإطلاق، كما شهدت عودة المنتخب المغربي للبطولة بعد إنهاء المحكمة الدولية عقوبة الكاف بمنعه من المشاركة في البطولة بعد انسحابه المفاجئ من تنظيم 2015،
وجاء الـ 13 فريقًا المتأهلين حتى الآن (مصر -المستضيف، الكاميرون -البطل، تونس، المغرب، موريتانيا، الجزائر، السنغال، نيچيريا، ساحل العاج، مدغشقر، مالي، غينيا، موريتانيا، أوغندا)، في انتظار باقي المتأهلين.


شكل وقيمة المنتخب الوطني..


بعد كل هذا الحديث عن تاريخ البطولة دعونا الآن ننظر لما يهمنا في هذه البطولة “منتخبنا الوطني”.. إذا نظرنا إلى منتخب مصر الحالي ومنتخب مصر الفائز ببطولة 2006 سنجد اختلافًا جوهريًّا كبيرًا جدًّا، ففي البطولة الماضية لم يحتوِ قوام الفريق الأساسي على أي لاعبٍ محترف بل اعتمد المِعلم حسن شحاته -المدير الفني- على العناصر المحلية الأساسية لديه أمثال أبو تريكة وحسام حسن والحضري ووائل جمعة وإبراهيم سعيد إلخ، مع التدعيم بـ 3لاعبين محترفين لا غير، وهُم: أحمد حسام ميدو -مهاجم توتنهام، أحمد حسن -محور بشكتاش التركي والذي حصل على أفضلَ لاعبٍ في البطولة،  وعبد الظاهر السقا -مدافع كونيا سبور التركي.


لاعبو منتخب مصر مع كأس البطولة عام 2006


لاعبو منتخب مصر مع كأس البطولة عام 2006..


في حين إذا نظرت إلى المنتخب الحالي بقيادة المكسيكي خافيير أجيري ستجد أن اعتماده الأول والأخير على اللاعبين المحترفين قدر الإمكان حيث تضم تشكيلته الأساسية ما يقرب من 8 لاعبين محترفين على رأسهم فيراري الشرق فخر العرب محمد صلاح والموهوب محمود تريزيجيه والحاجز أحمد حجازي، وإذا عقدت مقارنةً بين الجيلين ستجد أن هناك تقدمًا كبيرًا في المواهب المصرية وبزوغها في سماء أوروبا بشكلٍ كبير، مما يحسن القيمة الفنية والتسويقية لمنتخب الفراعنة.


ماذا ينتظر الجمهور؟


بعد أن تحدثنا عن منتخبنا علينا أن نتحدث عنّا نحن ماذا كنا ننتظر وماذا ننتظر الآن؟

في الماضي حين لُعبت البطولة الماضية كنّا ننتظر الكثير فنكسة عدم الصعود إلى كأس عالم كانت تحاوطنا والطمع في هذه البطولة كان كبيرًا لأنها ستُلعب على أرضنا، مما يعطينا عامل الأرض والجمهور، ولكن حين أُجريَت القرعة ووقعت مصر مع كلٍّ من المغرب -العقدة الأبدية للمنتخب- والفيلة الإيڤوارية والتي بدورها صعدت إلى كأس العالم في أول مجموعة ضمت مصر، هنا تعقدت الآمالُ كثيرًا لكن رجال مصر كانوا عند الموعد واستطاعوا التأهل في أول المجموعة على حساب الفيلة والأشقاء المغرب وليبيا، لتظل مصر في الانتصارات حتى تصلَ للنهائي في العاشر من فبراير 2006 في استاد القاهرة المدجج بـ 80 ألف متفرجٍ، ويستطيع المنتخب بفضل حارسِه الأسطوري عصام الحضري الفوزَ بركلات الترجيح 4/3 ونحصد اللقب الإفريقي الغالي.


الجماهير في نهائي 2006


الجماهير في نهائي 2006..


لكن الآن نحن ننتظر أكثر لا أقل، على الرغم من كوننا وصيفَ البطولة الماضية أمام الكاميرون، وتأهلنا أيضًا للمرة الثالثة في التاريخ والأولى هذا القرن لنهائيات كأس العالم روسيا 2018، لكن في ظل ما يقدمه صلاح ورفاقه في الخارج فإن سقف التوقعات قد رُفع إلى عنان السماء، حيث يطمح الشعب المصري في حصد اللقب والظهور بمظهرٍ يليق باسم وعراقة منتخب الساجدين الحاصل على البطولة 3 مراتٍ على التوالي في سابقةٍ لم تحدث في تاريخ القارة من قبل.. ولكن هل يقدر الفراعنة عليها؟


بعض لاعبي الجيل الحالي لمنتخب مصر..


وبعد عقد هذه المقارنة الطويلة بين بطولة 2006 والبطولة القادمة.. هل سيتحقق الإنجازُ من جديد؟ هل سيقدر الفراعنة على التربع على عرش القارة السمراء من جديد أم سيخيّبون ظنَّ الشعب المصري؟…
هذا ما سنعرفه في الثالث عشر من شهر يوليو القادم.