علاقات خطرة

“ممكن تكون أعقد حاجة في الدنيا هي العلاقات بين البشر .. مش بس أعقد.. هي كمان أخطر، وطبعا أصعب.”


“العلاقات الطيبة هي أكسير الحياة  .. وهي الترياق الوحيد ضد الذبول الروحي.. والموت النفسي.”


هكذا بدأ الدكتور محمد طه مقدمة كتابه علاقات خطرة  .. تلك البداية كفيلة لتعرفك مقصد الكاتب، وتجذبك لاستكمال الكتاب، وحبَّذا إن كان في حياتك بعض المعاناة التي تشعرك أنك مقصد الكاتب من هذه الكلمات. في اعتقادي المتواضع أن الكاتب حين ذكر -في المقدمة أيضًا- أنه آثر العامية عن اللغة العربية في هذا الكتاب ليكون للجميع، وأننا جميعًا بأمس الحاجة لقراءته .. وأنه سيكون خير ونيس لنا.. كان محقًا .. فلا أحد منا حياته تخلو من جانب سيء بسبب علاقتنا مع بني جنسنا، سواء الأهل أو حبيب أو صديق.

الكاتب حاول أن يحوي جميع العلاقات بأنواعها وآثارها النفسية وكيفية التغلب عليها .. ربما سيجعلك ترفق بنفسك قليلًا يا من تهوى جلد الذات.


ستشعر وأنت جالس مع ونيسك  أنك تتعرى أمام مرآه لأول مرة وترى تفاصيل لن تراها من قبل .. وأيًا كان ماتراه مهما كانت قسوته سيترك الكتاب لك في النهاية أثرًا طيبًا دافعك للتفكير بنفسك برفق وحب .. فحبك لنفسك وتقديرها المستحق سيجعل حياتك مكانًا أفضل لك وللآخرين.


الكتاب ينقسم إلى أربع أقسام : 


القسم الأول يُعريك الكاتب أمام نفسك .. حيث يتناول تركيبتك الشخصية؛ فلابد أن تعرف نفسك قبل عمل علاقات مع غيرك لتكون مؤهلًا لذلك.

   
القسم الثاني يعبث الكاتب قليلًا في علاقاتك مع الآخرين .. نعم .. ربما ستشعر بالعبث قليلًا ولكن سرعان ماتستعيد توازنك لتُقيْم طبيعة علاقاتك مع الآخرين بشكل أكثر إيجابية.


القسم الثالث يعرض فيه الكاتب بعض الإضطرابات النفسية الناتجة عن خلل في أي علاقة هامة في حياتك .. التي ربما تدفعك إلي العودة لأكثر فترة زمنية كانت علاقاتك مستقرة وإن لم تجد ربما ستعود إلى الرحم  الجنين حيث البعد عن أذى الناس.

القسم الرابع والأخير يسرد فيه الكاتب ثلاثين علاقة مختلفة لكل منها طريقة للتعامل معها رفقةً بنفسك قبل أي شيء.


” حب نفسك بكل تفاصيلها “


تلك الجملة ترسخت داخلي بعد إنهاء الكتاب بمضمون أكثر إيجابية .. حيث تستطيع أن تعيد تقييم نفسك وتغيير السيء بك .. وتعيد تقييم علاقاتك مع الآخرين .. وتجد نفسك تفعل كل شيء من منطلق حبك لذاتك وإعطائها التقدير المستحق  حفاظًا على وجودك في منطقة الأمان والاستقرار النفسي.

يقول الشاعر د/ إكرامي قورة

رَحَلْتُ عَنِ الْهُمُومِ لِشَطِّ نَفْسِي “

أُحَاوِرُهَا وَأَسَألُ عَنْ خَلاصِي 

 

فَفَاجَأَنِي انْقِسَامُ النَّفْسِ مِنِّي 

إِلَى نَفْسَينِ: كُلٌ بِاخْتِصَاصِ “

 

ابحث عن نفسك وذاتك أولًا ..  فهي ترياقك الأساسي في الحياة ثم استأنف طريقك.


أنصحك يا صديقي بقراءة الكتاب حتى وإن كنت ترى أنك ليس بحاجة إليه .. ربما يومًا تدخل في علاقة تحتاج لتفسيرها .. وحين تنهي الكتاب -الذي كان خير ونيس ورفيق لك- بابتسامة صافية .. ستشعر بسلام داخلي وقدرة عالية على تقبل واقعك والاستعداد للتعامل معه .. وستجد أيضًا في نهاية كل فصل بعض الكلمات أو الجمل التي تصلح أن تكون تغريدة جيدة على تويتر أو منشورًا رائعًا على الفيسبوك . .