Attack on Titans.. سيطر على عملاقك أو مُت وأنت تحاول

Comments 0

هل أبدو لك كوحش ؟

تلك الفتاة المبتسمة في الدائرة التي تعلو اسمي، هل تبدو كأخطر أعدائك على الإطلاق؟

لا أدري إن كان من بين من يقرأ الآن شخص يُكِنُّ لي بعض العداء المبرر، ولا أدري إن كان سيأتي علي ذلك اليوم الذي سآكل فيه أعدائي وهم أحياء، ولكن هكذا أيضًا كان “إيرين” بطل المسلسل يعتقد !

– تبدأ أحداث المسلسل في موطن “إيرين” الأم حيث يصارع والدته في أن ينضم لكتائب الاستكشاف التي تريد أن تجمع أكبر قدر من المعلومات عن ألدِّ أعداء البشر وقتها والذين تم تمثيلهم كـ “عمالقة” تتسلى بالتهام البشر أحياء؛ حتى يتسنى لهم القضاء عليهم وتخليص البشر في داخل الأسوار من شرورهم، فهكذا تهزم أعدائك بأن تعرفهم جيدًا.

وعلى مدار موسمين من المسلسل لم يعرف البشر أعدائهم بالقدر الكافي حتى يهزموهم، بل إنهم باتوا على مخافة من أن يكتشفوا تلك الحقيقة القاسية التي تقول ببساطة أن عدو البشر من صنيعة البشر، بل إنه من البشر !

ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إن المسلسل يجسد ببراعة كيف أننا نخلق أعدائنا بأيدينا، بل وربما بما هو أبسط من ذلك؛ بألسنتنا فقط !

-وهكذا كان البشر على مدى الأزمنة ، فبدلًا من أن ينال المجرمون عقابًا واحدًا يردعهم، أصبحنا نخلق منهم وحوشًا تتغذى على ازدراء الآخرين لهم بسبب ماضيهم، بل إننا أصبحنا نخلق المجرمين ونمهد لهم ما يبرر لهم جرائمهم.

طفلك الصغير الكاذب الذي فشلت في احتواءِه وأصرَرت على تذكيره دائما بخطئه القديم.

ابنك المراهق العنيد الذي لم يرد من تمرده سوى بعض اهتمامك الذي حرمتَه منه. وابنتك الجميلة التي لم تنفك تقارنها بغيرها حتى فقدت رغبتها في الحياة .
كل أولئك الذين أهملناهم لأننا ملِلنا من الاستماع إليهم ، كل أولئك الذين نُحَقِّرهُم يوميًا دون أن نعبأ بأننا قد نكونُ يومًا في مكانهم، كل أولئك المرضى الذين انتقلت إليهم العدوى من انعكاسِ نفوسنا التي تُنكِر أنها مريضة، وكلُّ أولئك الذين زرعنا بداخلهم كراهية المجتمع فلا عزاءَ لهم سوى عَدَائِه.

  • فمن يتحمل إذًا مسؤولية ترويض العمالقة بعد إطلاقهم ؟!

وكطبيعة الحال في مسلسلات الأنيميشين اليابانية، يحتوي المسلسل على العديد من الإسقاطات التي تمثل طبائع البشر :

  • فهناك أولئك الذين يعلمون حقيقة الأمر بِرُمَّتِه، لكنهم تحايلوا على إخفائها لخدمة مصالحهم، بل وصَدَّروا لكافة شعبهم المزيد من الأوهام لتضليلهم عن الاتجاه الصحيح للحقيقة .
  • هناك رجال الدين الذين عبدوا الأسوار كآلهة، حتى يغرسوا بداخل الشعب تعظيم تلك الأسوار، وبذلك لن يفكر أحدٌ بهدمها والبحث فيما ورائها.
  • هناك عبيدُ “راحة البال” الذين لا يهمهم من القضية سوى أن يعيشوا يومهم في سلام ، حتى وإن اضطروا إلى جعل الآخرين طعاماً للعمالقة.
  • وهناك أيضًا المتفانون في حماية من يحبون ، فهذا هو مفهوم النجاح لديهم .
  • بداخل كل منا عملاقُهُ إذًا، تلك القوة التي تخرج منك حين تصر على ما تريد، أو تلك الطاقة السلبية المخزنة بداخلك نحو يأسٍ قديم أو رغبةٍ في الانتقام.

وفي انتظار الموسم الجديد من المسلسل، نتسائل جميعًا ما العقبات الجديدة التي ستواجه الأبطال في رحلتهم لكشف الحقيقة؟ وماذا سيستفيد والد “إيرين” من إخفاء كل تلك الأسرار عنه؟ وهل سيتحول “إيرين” في نهاية القصة إلى عدُوٍ لوالده؟

-سأكتفي بهذا القدر من إفساد متعتك بمجرد المشاهدة السطحية، وسأترك لعقلك تحليل الآتي:

فرغم أن البشر في المجمل لا يخشون سوى العمالقة فإن الأسوار التي تحميهم من العمالقة مصنوعة أصلا من عمالقة!